بسم الله الرحمن الرحيم
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على النبي الأمين وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
نتذكر بالأمس حينما كنا نستعد لرمضان ويهنئ بعضنا بعضا بقدومه!!!
هذه نهايته قد أزفت بما أودعناه من عمل صالح أو غيره فهنيئا للمقبولين ويا خسارة المفرطين.
أيها الإخوة والأخوات... من المهم جدا أن نعلم أنه لا زال في الوقت فرصة ما بقي من رمضان لحظة واحدة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)، فاللهم اجعلنا من عتقائك من النار.
أيها المسلمون ختام الأعمال الصالحة الاستغفار والاعتراف بالتقصير
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف 23.
أيها المسلمون....ضعف الإنسان لا بد أن يؤدي به إلى التقصير في رمضان ولذا شرع لنا الرحمن الرحيم زكاة الفطر التي هي شعيرة الختام وهي (طهرة للصائم من اللغو و الرفث و طعمة للمساكين) كما صح بذلك الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، فينبغي العناية بهذه الشعيرة العظيمة من ناحية جودتها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}البقرة267, ومن ناحية إيصالها إلى أهلها وإطلاع أولادنا عليها حتى يحفظوا هذه الشعيرة {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج 32.
وأول وقت إخراج زكاة الفطر في ليلة التاسع والعشرين من رمضان (انظر مجموع فتاوى بن عثيمين رحمه الله ج 18 ص 559).
وعند إكمال عدة الصيام ينبغي أن نكثر من التكبير والحمد لله والشكر له سبحانه على ما هدانا لهذا الدين العظيم ووفقنا للصيام والقيام كما قال جل وعلا {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185.
أيها الإخوة والأخوات..لقد جعل الله لنا في ختام هذا الشهر العظيم عيدا نشكر الله فيه على إتمام عبادة الصيام والقيام ونتوسع فيه في حدود ما شرعه لنا ربنا، فينبغي لنا الوقوف عند حدود الله فإن فرحة العيد لا تصير الحرام حلالا.
وصلاة العيد من أعظم شعائر الإسلام فينبغي ألا نفرط فيها سيما وقد قال جمع من العلماء في القديم والحديث بأنها واجبة على الأعيان. وقد روت أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج العواتق وذوات الخدور والحيض و يشهدن الخير ودعوة المؤمنين ويعتزل الحيض المصلى.
أيها الإخوة والأخوات الكرام..... طائفة كبيرة من المسلمين لا يحسون بلذة العيد ولا يفرحون بفرح الناس إما لمصبية فردية كمرض ونحوه أو لمصيبة جماعية كحرب وفقر، فينبغي أن لا تنسينا فرحة العيد هذه الطائفة من المسلمين ولو بدعوة صالحة.
هذه خواطر خطرت فنثرتها بينكم على عجل تذكيرا لنفسي وإخواني.
جعلنا الله وإياكم من المقبولين.
والحمد لله رب العالمين.