[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وتظن ياصيديقي العزيز أن الحياة قد فقَدَت بريقها .. وكلَّ ما قد يُغريكَ بها .. وأنها تمتهن الشرفاء في كل مكان فوق الأرض ..
وأن هؤلاء اللصوص الحاكمين لن تتجمد الدماء في عروقهم قبل أن تتجمد في عرُوقك أنت ..
وأن موتَك بهذه الطريقةِ الذليلةِ سيكون مُخجلاً لك .. أمام الله وأمام نفسِك .. وأمام الأجيال القادمة .. واللتي ستكيلُ لك الشتائم ليل نهار .. جزاء ما اقترفتَهُ من ضعف !
وتظن أن كُل طاقاتِك قد نفدت .. وأنك تَعجَزُ اليوم عن تحقيق أحلامِك الصغيرة ..
كما عَجَزَت أحلامُكَ الكبيرة بالأمسِ عن أن تحقق من تلقاء نفسِها ! ..
فطريق السعادة المُختَصَر والمؤدي عبر الأنفاق إلى قلبِك الصغير _كما تظن_ "مسدُود" .. !
وتظن أن الحياة أقسى من أن تمنحَكَ أمنية واحدة.. بموتِ ظالمٍ واحد مَثَلاً .. أو حياةِ شريفٍ واحد .. شريفٍ لم يمتهِنِ الصمتَ بعد ..
وبعد ذلك تأتي لتتحدث عن جراحِك وآلامِك ودمائِكَ اللتي سُفِكَت .. ثم تنظُرُ جَسَدَك النحيل لتكتشِفَ أن رصاصاتٍ لم تُصِبْهُ قط ! ..
وأن كُل الرصاصات اللتي أدمَت فؤادَك .. كانت فقط على الشاشاتِ ..
ربما هيَ ليست سوى مشاهِدَ اتفق الأمريكيون والعراقيون والأفغان والصومال .. أو اليهود والمسلمين في فلسطين ..
اتفقوا جميعاً ربما على تمثيلها أدواراً بينهم .. فقط كي "يُنغصوا" حياتَكَ الناعِمة ..
هم يُريدون _ربما_ أن يُوهموك بأنها حربٌ حقيقية على المُسلمين ..
بل حتى وإنْ ماتَ المُسلمون .. ماشأنُكَ أنتَ .. مالك وللإهتمام بهؤلاء ""المطحونين" البائسين ؟! ..
وتظن بعد استعراض تلك المشاهد العالقة بسقف ذاكرتك أنك قد عِشتَ ثمانين عاماً أو تزيد من القَهْرَ المُتواصل ! ..
وأن هذه الدنيا قد أعلنَت إفلاسها ولم يبقَ بِجُعبَتِها فائضاً من فَرَح كي تمنَحَك ..
فتُراودُك ظنونٌ بائسة بأن همُوم هذا العالم قد حازَتها يَدُ الأيام وأودعتها في صدرك .. في صدرِك أنت !
وتظن ياصديقي بعد تلك الإحباطاتِ المُتوالية أن أحداً في هذا العالم لم تُثقِلْهُ الأحزان طوال حياتِه كما فَعَلَتْ بِكَ في بضعٍ وعشرين عاما إلى اليوم !
حتى أنك من شؤم إحساسك اليائس تنسى أو تتناسى كل سَعَادةٍ عِشتها ذات طفولة عابرة ..
وأنك لم تكُن تزهو بها "فَرِحاً وكأنك الـ سعيد الأكبر على وجهِ البسيطة ..
وتظن أنك قد أخذت فُرصَتَك في الحياة .. ولم يبقَ لكَ سوى الإمضاء على آخر أقوالك ثم ملازمة انتظار مالا تدري ! ..
أو تُمضِي ماتبقى من حياةٍ تستوقف العابرين طريق الأمنيات ..
تستوقفهم لتُخبرَهُم أن كل الطرُقِ لاتَنفُذ !
وتُرشدهم بأن يَسلكوا طريقاً آخر .. لم تسلُكه أنتَ قبل اليوم .. لأنك اليوم فقط تُقَررُ أن تعود من حيثُ أتيت !
وتظن أنك خَسِرتَ كُل شيء .. وأنك الآن مَيْتٌ ينتظر ويطلُبُ أن تلفِظَهُ أنفاسُهُ الأخيرة ..
فـ أنت تعجَز حتى الآن عن لفظ اليأس أو لفظِ أنفاسِك ! ..
فيقِفُ الناس أمام سور كآبَتِكَ العظيم مُندهشين .. ويحَك ياهذا لقَد بَنَيتهُ بإحكام !! ..
وليتك تكُفًّ عن "الظن" ولو ليومٍ واحد بـ أنك مسؤولٌ عن "كل" أحد ..
وظنك أنه يَجِبُ عليك إنقاذ من يغرقون .. من بِكَ استنجدوا .. ومن لايستنجدون ! ..
ونسيتَ أو تناسيت أن من راقب موتانا مات قَهراً .. !
وتظن أن كثيراً من أولئك الذين تهتم لهم وتَستجدي كفوف الأيام لحظةً هانئةً من أجلهم ليسوا سوى أمواتٍ مازالت رِئاتُهُم توهمهم بأنهم أحياء ..
وأنه لافرق بينهم وبين من رحلوا إلى العالم الآخر ..
فـ أنتَ تظُن أن الكُل مثلَك .. قد كفّت الأمنيات عن "البحث" عنهم .. !